بطولة العالمين

تتحــدث الحكايــات الــشعبية اليابانيــة عــن أربعــة أصــناف مــن الخيول: ُ الصنف الأول: هو الجواد الذي يركض ِ ً مطواعا يسابق الريح إلى حيث وجهه سيده دون سوط, ولا ِ مهماز… والصنف الثاني: هو الذي لا ينطلق حتـى يـسمع زمجـرة الفـارس وهو يلوح له ً مهددا بالسوط… والصنف الثالث: هو الذي لا ينهض حتى يذوق من لسع السياط ووخز المهماز حصة وافرة… وأما الرابع: فهو الحرون الذي لا يتحرك حتى تكل ذراع الفارس من جلده, وحتى ينفذ المهماز إلى عظامه المتثاقلة… أي نوع من الأحصنة تمتطي عزيزي القارئ الفارس? إذا َ كنت تمتطي ً حصانا من الصنف الأول, فـإن هـذا الكتـاب قـد يسليك, ويجعلك تستشعر نعمة االله وفضله عليك… وإذا كان حصانك من الصنف الثاني, فلعلك تجد في هذا الكتاب ما يعينك على تهديده بفعالية…. وإن كــان حــصانك مــن الــصنف الثالــث, فــإن هــذا الكتــاب قــد يساعدك في فهم أسباب حالته, ويدلك على ما تصنع به ً سوطا يناسـبه,وكيف تستعمله لتدفعه إلى الأمام…. فهذا الكتاب هـو مـن تـأليف شـخص اعتـاد معالجـة حـصان مـن الـصنف الرابـع, كتبـه ً متوجهــا إلـى أمثالـه مـن الفرسـان ذوي الخيـول العنيدة َ الحرون, التي تحتاج إلى لسع السياط كي تتحرك وتسير…. فإلى هؤلاء الفرسان أتحدث…. حــديث الخامــل للخامــل, وشــكوى القاعــد للقاعــد, ومناجــاة المتخلف للمتخلف… … لكل من خاف الهلكة مـن نفـسه علـى نفـسه, فنبـذ إليهـا علـى سواء…. لعلنا بفضل االله نجد لأنفـسنا ً سـبيلا لنلحـق بالرجـال, أو لعلنـا – على الأقل-نحظى بشرف المحاولة…. فكم ِ من: ً فتى َ مات بين ِ الـضرب ِ والطعـن ً ميتـة تقوم َ مقام النصرِ ْ إذ َ فاتـه ُ النـصر)