الأخرون

هذا الكتاب: رحلة في الزوايا المظلمة للنفس البشرية. يتم العثور على جثة لمتوفى، فتهرع إلى المكان فرق من المتخصصين من الشرطة والمخبرين، ويعكف الأطباء الشرعيون على دراسة الجثة، وتشريحها، وفحصها الدقيق، للتوصل إلى سبب الوفاة، وزمنها وكيفيتها… هل كان السبب طبيعيًّا أو انتحارا، أم جريمة بفعل فاعل. هل كان سما أو سلاحا آخر. وهل ما إذا قاومت الضحية قبل السقوط، وما هي هوية الجاني ومواصفاته…. وتسقط طائرة في عرض المحيط، فيتفانى المحققون في جمع وفحص أدق قطع الحطام المتناثر، ويستميتون في إيجاد الصندوق الأسود الثمين، لعلهم يكتشفون عبره أسرار السقوط، ولحظات ما قبل الكارثة…. مع كل جريمة نكشف خيوطها، نصنع مجتمعا آمنا… ومع كل طائرة نفهم أسباب سقوطها، نصنع أسباب التحليق الآمن، وهذا عين الحكمة… والآن…. ماذا عن شخصية كبيرة، كانت تحلق عاليا في سماء الفضائل الإنسانية، ثم تسقط سقوطا مدويا، مع ما أوتيت من رجاحة العقل وقوة الشكيمة؟! وماذا عن شخصيات أخرى، لم تفلح أبدا في التحليق أبدا، رغم السلامة « الميكانيكية » لكل ملكاتها النفسية والعقلية…؟! ثم ماذا عن الحالات الكثيرة لقلوب ميتة ملقاة على قارعة التاريخ؟ هذا هو موضوع هذا الكتاب… ممارسة لنوع خاص من الطب: طب النفس الشرعي. وتحقيق دقيق من أجل فهم أسرار السقوط، سقوط الرجال…. **************